بعد قضاء الحاجة أي إلقاء الفضلات، تقوم أغلب الحيوانات بالإنصراف دون الإهتمام بما فعلت، لكن القطط تقوم بدفن برازها في التراب. فلماذا هذا التصرف الغريزي؟
يعد هذا السلوك من غريزيّات القطط الطبيعيّة، ولكن الأمر لا يعود لهوس القطط بالنظافة فحسب. بل الأمر أكثر تعقيداً و إثارةً للدهشة. قد تبدو رَائحة فضلات هذه الحَيوانات متشابهة بالنسبة لنا، و لكن القطط يمكنها مَعرفة إذا ما كانت هذه الفضَلات تعود لهَا أم أنّها تعود لقطٍ آخر، و هذا بفضل مُركّب كيميائي مُعقّد يُطلق عليه اسم الفرمونات موجود في فضلات القطط.
اعلانات
تقوم القطط الكبيرة في البَريّة التابعة لجِنس السنوريّات النمريّة و هو أحد أجنَاس السنوريّات، ويضم كُلّاً من النمر و اليغور و الأسد و الببر بالتنافس عَلى المَناطق، ويقوم كل سنوري بتحديد منطقته من خلال رش بوله وبرازه في أماكن مُحددّة، وبهذه الطريقة يُعلِم السنوريّات الأخرى بأن هذه حُدود مَنطقته ويحذرّهم من الإقتراب أكثر.
و لكن بالنسبة للقطط الصَغيرة الضعيفة فهي تتأكّد من أنها دفنت فضلاتها جيداً لكي لا تُشعِر القطط المهيمنة الأكبر حَجماً بالتحدي مِما سَيعود عَليها بعواقب وَخيمة. و أيضاً هناك سَبب آخر فتِلك القطط الصَغيرة في البَريّة لا تريد أن تجذب المفترسات الغير مَرغوب فيها لها أو لمخبأ صِغارها، وحتى القطط المنزليّة فهي تدفن الفضلات لنفس السَبب، مع أنه لا وجود لأي مفترسّات محتملة، فهي غير متأكّدة من ذلك وستفعل كل الإحتيَاطات حتى تبقي نفسها وصِغارها بأمان. وفي نفس الوَقت فهذه طريقتها اللَطيفة للتعبير عَن أنك سَيد المَنزل والمهيمن ولا تريدك أن تشعر بالتحَدي من قبلها. وَفي النِهاية فالقطط ليسَت الحَيوانات الوَحيدة التي تتبع هذا السُلوك للتخلص مِن الحيوانات المفترسّة و لعَدم تحدي الحَيوانات المهيمنة في مناطقها، فالمرموط خنزير الأرض و المُدرّع و الفيزون و ابناء عرس كلها تتبع نفس السُلوك.